بات مؤكداً وفق اوساط قيادية رفيعة في تيار المستقبل ان ما يجري في بيت الوسط ليس مجرد "حملة محاسبة" انتخابية مردها الى سوء الادارة لملف الاستحقاق النيابي وسوء ادارة الملف المالي وارتكابات الفساد واساءة الامانة لبعض كبار قيادات المستقبل الحزبيين في المناطق ومنهم ماهر ابو الخدود ووسام الحريري بالاضافة الى عشرات الشخصيات الذكورية و3 او 4 سيدات لم يعلن عن اسمائهم جميعاً ويتردد ان ابو الخدود مقرب من المشنوق. وتؤكد الاوساط ان حملة المحاسبة مستمرة وستطال كل ما يتعلق بالمستقبل من الحزب الى النقابات والمؤسسات الاعلامية والانسانية والتربوية والاستشفائية وهي ستكون بالتدريج وبشكل لا يترك فراغاً في هذه المؤسسات التي يعول عليها الرئيس سعد الحريري وفق الاوساط ان تنهض من جديد وان تعود الى دورها الريادي إبان الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ورغم ان هذه الاوساط الزرقاء تؤكد ان ما يجري هو نتيجة طبيعية لاي حزب بعد استحقاق كبير سواء افشل كله او نجح كله فإن ما يجري يؤكد جرأة ومسؤولية الرئيس الحريري وشفافيته تجاه جمهوره وحزبه وتجاه الرأي العام اللبناني، لكنها "تلمح" الى وجود "اصابع سعودية" على المستوى "الاستراتيجي" وفق ما يجري من "تطهير" في بعض القيادات التي كان لها دور في كسر "كلمة" محمد بن سلمان وافشلت مخطط احتجاز الحريري في آواخر العام الماضي. اذ بعد مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره هاني حمود يتجه الحريري الى "معاقبة" كل من نهاد المشنوق وغطاس خوري والوزيرين السابقين كانا من بين الشخصيات التي تصدت لمخطط احتجاز واخفاء الحريري في السعودية ولكن كان اكثرهم حِّدة هو المشنوق "ابو صالح" الذي رفض من دار الفتوى كل ما يحاك ليكون بهاء الحريري هو خليفة اخيه سعد بأمر ملكي سعودي ورفض ذلك "لاننا لسنا اغناماً في قطيع يفرضون علينا ما يريدون"!
وهذا الكلام وفق معلومات تتردد داخل المستقبل بالاضافة الى دور المشنوق في تسويق انتخاب الرئيس ميشال عون محلياً واقليمياً وهو كان عراب الحوار مع حزب الله و"ربط النزاع" معه وهو كان من منظري التنسيق مع مسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا وهو كان مهندس كل اتفاقات الحريري الداخلية لضمان عودته الى السراي. لهذه الاسباب كلها سيكون "ابو صالح" خارج الوزارة قريباً مع قرار اتخذه الرئيس سعد الحريري منذ ايام بعد ان كان يتردد في الكواليس الحزبية الضيقة. فالحريري يريد ان يفصل النيابة عن الوزارة لاعطاء فرصة لشخصيات اخرى يعتبرها "مخلصة" للتيار وتعد من الصقور التي ستكون "عدة الشغل" لمواجهة حزب الله وفق الاملاءات السعودية الجديدة. وتؤكد الاوساط ان فصل النيابة عن الوزارة ليس جديداً لكنه صار امراً واقعاً مع تصديق الحريري على قراره وحتى الساعة سيكون المشنوق والوزير غطاس خوري وكل النواب المنتخبين في المستقبل خارج الحكومة. وسيبقى الوزير جمال الجراح في الوزارة بعدما خسر مقعده النيابي بعدم الترشح لمصلحة محمد القرعاوي بطلب من الرئيس الحريري ويكون الجراح من حصة "البقاع" اما حصة الشمال فستكون مع توزير النائب السابق مصطفى علوش وخروج "ابو العبد" محمد كبارة من الوزارة.
ولم تستبعد الاوساط ما يتردد انه قد يكون المشنوق "ضحية" بعض الخيارات السياسية ونتيجة لفصل النيابة عن الوزارة.
كما يستعد الحريري الى توزير سيدة بيروتية وهي شخصية معروفة في اوساط المستقبل وكان لها دور "خلف الكواليس" في "الحملة الاخيرة".
ومع استبعاد المشنوق عن الوزارة يكون الحريري قد اكمل حلقة "استبعاد" بعض الشخصيات المطلوب ازاحتها سعودياً وقد تعرض المشنوق وفق معلومات الى حملة "تشويه" منظمة قادها "صقور بيارتة" في المستقبل وروجوا الكثير من الشائعات عن عدم "مقبولية" او "كاريزما" المشنوق مستقبلياً اذ تمت مقاطعة اكثر من لقاء انتخابي عقد لاجل المشنوق في بيروت الثانية مع ترداد ان المشنوق ليس "محبوباً" وليس معتاداً ان يكون بين الناس وانه يتعاطى بفوقية مع البيارتة والسنة تحديداً!
وقد ادت هذه الحملات المنظمة الى تراجع الاصوات للمشنوق ومع ضعف الاقبال السني حاز المشنوق على المرتبة السادسة سنياً والاخيرة وعلى "فلتة شوط" كان سيرسب!
"قبة الباط" السعودية والتشدد الذي تمارسه قيادة محمد بن سلمان مع الحريري والسنة في لبنان للضغط على حزب الله وحلفائه وإلا فسيكون مصير "المعترضين" الاقصاء كنادر والمشنوق وحمود، ترى الاوساط انها ستعقد من مهمة الحريري في تأليف الحكومة وسيكون وجود حزب الله والحقائب التي يطالب بها وحجمها بالاضافة الى وجود "فيتو" سعودي ودولي على وجوده في الحكومة زد عليها مطالب بقية الكتل تعقيدات كبيرة في وجه الرئيس المكلف تأليف الحكومة وستمدها لاشهر واشهر طويلة.